
Warning: Undefined variable $sb_heading in C:\xampp\htdocs\kalimat\wp-content\themes\kalimat\single-press_releases.php on line 38
منذ سبتمبر 2013، تشغل معالي لانا زكي نسيبة، منصب السفيرة والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة. وتولت منصب مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية منذ فبراير 2021، وسفيرة غير مقيمة لدولة الإمارات في غرينادا منذ نوفمبر 2017. وفي ديسمبر 2021، أصدر المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، رحمه الله، مرسوماً اتحادياً بمنح السفير فوق العادة مفوض معالي لانا زكي نسيبة درجة “وزير”.ولدى معالي السفيرة شغف تجاه دور المرأة في تعزيز الأمن والسلام، إذ تولت منصب رئاسة المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2017، كما قادت فريق دولة الإمارات في العمل مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لإطلاق برنامج تدريب المرأة العربية على العمل العسكري وحفظ السلام في الدولة في عام 2019.
وتولت معالي نسيبة، منصب نائب رئيس الجمعية العامة في الدورة الثانية والسبعين، وأيضاً الرئيس المشارك للمفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن في الدورات 72 و73 و74.
وانعكاساً لالتزام دولة الإمارات بتعددية الأطراف وتعاونها النشط والمستدام مع الأمم المتحدة، تشارك معاليها في تيسير ورئاسة مجموعة أصدقاء مستقبل الأمم المتحدة (FFUN وهي مجموعة صغيرة من المندوبين الدائمين الذين يجتمعون بشكل دوري، لتبادل الإحاطات والمناقشات غير المسجلة، بشأن القضايا الملحة التي تؤثر في مستقبل المنظومة.
وقبل تعيينها مندوبة دائمة لدولة الامارات لدى الأمم المتحدة، تولت معالي نسيبة مناصب عدة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إِذ أنشأت إدارة تخطيط السياسات بالوزارة عام 2009، والتي تولت إدارتها لمدة ثلاث سنوات. كما شغلت خلال تلك الفترة منصب نائب منسق دولة الإمارات في مؤتمر قمة قادة مجموعة العشرين الذي ترأسته فرنسا عام 2011. وكمبعوث خاص مشارك لدولة الإمارات لدى أفغانستان وباكستان خلال الفترة 2010-2011.
كما تولت سابقاً رئاسة فريق العمل المعني بحملة استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعملت كمُديرة للبُحوث والاتصالات في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.
وقد تم منح معالي نسيبة جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز في عام 2017 (ميدالية فخر الإمارات).
حصلت معالي نسيبة على درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف)، ودرجة الماجستير في التاريخ من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وعلى درجة الماجستير بامتياز في الدراسات الإسرائيلية ويهود الشتات، من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن عام 2003. تشغل معالي نسيبة عضوية مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، ومجلس إدارة مؤسسة تقرير مجلس الأمن (SCR)، والمجلس الاستشاري لمركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد.
قدمت سعادة لانا نسيبة أوراق اعتمادها كسفيرة ومندوبة دائمة لدولة لإمارات لدى الأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر 2013، كما قدمت أوراق اعتمادها كسفيرة غير مقيمة لدولة الإمارات في غرينادا في نوفمبر 2017. وتتولى سعادة السفيرة نسيبة حالياً منصب الرئيس المشارك للمفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن، وهو المنصب الذي تشغله منذ العام 2017. وكانت قد شغلت سابقاً منصب نائب رئيس الجمعية العامة للدورة الثانية والسبعين، كما تولت رئاسة المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في العام 2017.
عملت لانا نسيبة ميسّراً مشاركاً للفريق العامل المخصص لتنشيط أعمال الجمعية العامة في الدورة الحادية والسبعين للأمم المتحدة، وميسّراً مشاركاً لعملية الاستعراض الشامل لتنفيذ نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) في العام 2015.
علاوةً على ذلك، تشارك سعادة السفيرة نسيبة المندوب الدائم للمملكة المتحدة في رئاسة مجموعة أصدقاء مستقبل الأمم المتحدة (FFUN)؛ وهي مجموعة صغيرة من المندوبين الدائمين التي تجتمع بشكل دوري لتبادل الإحاطات والمناقشات غير المسجلة بشأن القضايا العاجلة التي تؤثر في مستقبل المؤسسة.
مُنحت سعادتها جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المُتميز للعام 2017 (ميدالية فخر الإمارات). وقبل تعيينها مندوبة دائمة لدولة الامارات لدى الأمم المتحدة، تولت سعادة السفيرة نسيبة مناصب عدة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إِذ أنشأت إدارة تخطيط السياسات بالوزارة العام 2009، وشغلت منصب أول مدير لها لمدة ثلاث سنوات. كما عملت خلال الفترة نفسها نائباً منسقاً لدولة الإمارات في مؤتمر قمة قادة مجموعة العشرين الذي ترأسته فرنسا العام 2011. وخلال الفترة بين العامين 2010 و2011 عملت مبعوثاً خاصاً مشاركاً لدولة الإمارات إلى أفغانستان وباكستان، كما تولت رئاسة فريق العمل المعني بحملة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعملت مُديرةً للبُحوث والاتصالات بوزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.
تحمل سعادة السفيرة نسيبة شهادتي الماجستير والبكالوريوس مع مرتبة الشرف في التاريخ من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وشهادة الماجستير بامتياز في الدراسات المعنية بمجتمعات المهاجرين الإسرائيليين واليهود من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بِجامعة لندن العام 2003.
تشغل سعادتها حالياً عضوية مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وأمين صندوق مجلس إدارة تقرير مجلس الأمن (SCR)، وهي عضو في المجلس الاستشاري لمركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد (LSE).
Majeed Jaafar holds the position of CEO of Crescent Petroleum. It is the first private company operating in the field of oil and natural gas in the Middle East. He also holds the position of Vice Chairman of the Board of Directors of Al Hilal Group of Companies with investments in various fields. Such as port management, logistical support, contracting, private equity, and real estate. He is also the Managing Director of Dana Gas, the leading public shareholding company in the field of natural gas in the Middle East, in which the Crescent Group is the largest shareholder.
In addition to the previous experience he gained during his work with Shell’s global energy, gas, production and exploration departments, and in addition to his professional commitments, he is also the founder of the Center for Economic Development (CEG) in partnership with INSEAD College Abu Dhabi (INSEAD), and he is a member of the Board of Trustees of both the Foundation Queen Rania (QRF), the Kalimat Foundation, the Arab Forum for Environment and Development (AFED), and the Iraqi Energy Institute, in addition to his membership in the Fellowship Board of Harvard Medical School, and in the international advisory boards of the Royal Institute of International Affairs (Chatham House). He is also a member of the Advisory Board Prince’s Trust International and the Atlantic Advisory Council. He is also a member of the GCC Board Institute and the Young Presidents’ Organization (YPO), a Certified Director at the Institute of Directors (Directors) in Dubai, and was named the Youngest Global Leader by the World Economic Forum.
Mr. Jaafar studied at Eton College and graduated from the University of Cambridge (Churchill College) where he obtained Bachelor’s and Master’s degrees in Engineering (Fluid Mechanics and Thermodynamics), and also obtained a Master’s degree with honors in International Studies and Diplomacy from the School of Oriental and African Studies (SOAS), University of London. He earned an MBA with honors from Harvard Business School and an executive certificate in public policy from the Harvard Kennedy School of Government.
الشيخة جميلة القاسمي هي المدير العام لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ويشمل عملها مجموعة من المجالات الحيوية؛ في مقدمتها الدفاع عن حقوق أصحاب الهمم في التحصيل العلمي وإعادة التأهيل والرياضة والتوظيف والترفيه والرياضة وغيرها من المجالات. في هذا الصدد، كرّست جهودها لتعزيز النهوض بالمجتمع والتنمية الاجتماعية بشكل عام من خلال التوعية والدعوة إلى دمج أصحاب الهمم وتمكينهم.
طوال مسيرتها المهنية التي تركزت على التماسك المجتمعي وتعزيز التمكين، قادت الشيخة جميلة استراتيجيات البرامج المستحدثة، وشجّعت الابتكار، وترأست الحملات العامة، ما أسهم في زيادة الاندماج الاجتماعي لفئة أصحاب الهمم في دولة الإمارات وفي المنطقة ككل. تحمل الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي شهادة البكالوريوس في علم النفس من الولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالشارقة.
تعيش إيزوبيل أبو الهول في دبي منذ العام 1968، وشاركت في تأسيس سلسلة مكتبات المجرودي في العام 1975 والتي لا تزال مزدهرة ولديها ثمانية فروع في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. في العام 2008، أسست إيزوبيل مهرجان طيران الإمارات للآداب؛ وهو أكبر احتفاء في الشرق الأوسط بالكلمة المكتوبة والمنطوقة. في العام 2013، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وراعي المهرجان، رعاه الله، مرسوماً بإنشاء مؤسسة الإمارات للآداب، وتسمية السيدة إيزوبيل أحد أمناء مجلس الإدارة، وهي تشغل فيه كذلك منصب الرئيس التنفيذي.
إيزوبيل أبو الهول هي أيضاً عضو في مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، والأمين العام لمؤسسة كلمات، ومدير مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد. وعلاوةً على ذلك، انتُخبَت السيدة إيزوبيل للجنة الوطنية العليا للتسامح، وانتُخبت عضواً في المجلس الاستشاري للشرطة لخدمة المجتمع.
حصلت السيدة إيزوبيل على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرتها المهنية؛ ففي العام 2010 كرمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رعاه الله، بلقب “شخصية العام الثقافية”، وحازت في العام 2012 على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) من جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى. ولايزال شغف السيدة إيزوبيل نحو الثقافة والتعليم والأدب متوقداً كما كان على الدوام.
في يناير 2023، عُينت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة للجامعة الأمريكية في الشارقة ورئيسةً لمجلس أمنائها، بهدف التوفيق بين النهج التعليمي للجامعة من جهة وبين أولويات الشارقة فيما يتعلّق بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والقوى العاملة، والابتكار، من جهة أخرى. وتحقيقاً لهذه الغاية، تعمل الشيخة بدور القاسمي على تحقيق التميّز في مجالات التدريس، والبحث، والخدمة العامة، بما يُسهم في تخريج طلبة عالميين مؤهلين لقيادة المستقبل في مجتمعاتهم وفي دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم.
وتعمل الشيخة بدور على إقامة تعاون أعمق بين الجامعة والصناعة في مجال البحث والتطوير بصفتها رئيسة مجلس الإدارة ورئيسة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار. وهي تشرف على الجهود التي يبذلها المجمع، الذي تقدّر قيمته بنحو 150 مليون دولار أمريكي، لتعزيز مكانة الشارقة كوجهة رائدة عالمياً في مجالات التكنولوجيا الناشئة.
وبصفتها رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ساعدت الشيخة بدور بجهودها المتواصلة في جذب أكثر من أربعة مليارات دولار أمريكي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل، وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي للشارقة بنسبة 78٪. ومن خلال عملها رئيسة لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ساعدت الشيخة بدور في تسريع تطوير منظومة ريادة الأعمال في الشارقة ودعم 150 شركة ناشئة، ما أدى إلى جذب استثمارات بقيمة 128 مليون دولار أمريكي وتوفير 1400 وظيفة.
أسست الشيخة بدور جمعية الناشرين الإماراتيين، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومشروع “ثقافة بلا حدود” لتعزيز نمو قطاع النشر الإماراتي الذي تزيد قيمته عن 300 مليون دولار أمريكي. كما أسست “مجموعة كلمات للنشر”، وهي شركة عالمية في مجال النشر وتكنولوجيا التعليم تمتلك اليوم حقوق الترخيص والتوزيع في 54 دولة. كما ترأست لجنة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، وقادت الجهود الرامية إلى تأسيس جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ.
في 2022 كانت الشيخة بدور أول عربية وثاني امرأة تتولى رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين منذ تأسيسه في عام 1896. كما أطلقت مبادرة “ببلش هير” (PublisHer)، وهي منصة عالمية تضم في عضويتها أكثر من 1000 امرأة من النساء الرائدات في مجال النشر والمهتمات بالتصدي لتحديات التنوع والشمول في النشر.
تركز الشيخة بدور القاسمي على إيجاد حلول للتحديات الأكثر إلحاحاً في العالم من خلال مشاركتها في مختلف المنظمات الدولية. وقد استفادت من هذه المنصات العالمية في نشر دعوتها إلى اتخاذ تدابير تحفيزية في مجال تعليم وتوظيف الشباب، وريادة الأعمال النسائية، وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتوسيع التمويل للصناعات الثقافية، وتغيّر المناخ.
انطلقت “مؤسسة كلمات” في العام 2016، لحماية حقوق الأطفال المحرومين وضعاف البصر في الوصول إلى الكتب ومصادر المعرفة، حيث شهدت تلك الفترة حروباً ونزاعاتٍ أهليةً عنيفةً في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها دولة سوريا، حيث أُجبر عددٌ كبيرٌ من السّكان على النّزوح واللّجوء إلى بلدانٍ أخرى لها ثقافاتها وتقاليدها المختلفة، وفي الوقت ذاته شهدت تلك المرحلة طلباً متزايداً من البلدان المضيفة لإصدارات ومؤلفات الأدب العربي، فبرزت دعوات عديدة لخدمة هؤلاء الأطفال في المناطق والمجتمعات الجديدة، وهو ما تزامن مع خطوة المؤسسة نحو دعم تثقيف الأطفال واليافعين المحرومين وضعاف البصر الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى الكتب والمواد القرائية الملائمة لأعمارهم.
ولم تكن المسارات التي اتخذتها مبادرتا “أرى” و”تبنَّ مكتبة” خاليةً من التحدّيات؛ ففيما يتعلق بمبادرة “تبنَّ مكتبة”، اعترضت عملية توصيل الكتب عقباتٌ كبيرةٌ في بعض الأحيان، رافقتها مصاعب أخرى في الحصول على الموافقات والتصريحات في المناطق غير المستقرة أمنياً، بخاصة في المكتبات العامة ومخيمات اللاجئين. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مبادرة “أرى”، إذ واجهت قرارات المؤسسة وجهودها لتسليم الكتب عقباتٌ عدة؛ كالافتقار إلى المبادئ التوجيهية التي تدعم إصدار الكتب الميسّرة، وعدم وجود بيانات كافية حول التركيبة السكانية والمؤسسات التي تستهدف هذه الفئة من الأطفال واليافعين.
تتمتع “مؤسسة كلمات” بمصداقية معترف بها على نطاق واسع، وذلك بفضل مكانة “مجموعة كلمات” في مجال النشر وقدرتها على إعداد الكتب وفقاً للمواصفات والمعايير المطلوبة. ونتيجةً للجهد الكبير والمساعدة التي قدّمتها البعثات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والشراكات مع الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، تم توزيع الكتب وتخصيصها لمخيمات اللاجئين، والمراكز المجتمعية، والمكتبات، والمدارس، والمستشفيات، في جميع أنحاء العالم، وفي ما يلي موجز عن التقدم المحرز خلال الأعوام الستة الماضية.
في مايو 2017، تم التبرع بألف كتاب للمخيم الإماراتي-الأردني للاجئين، كبداية لأعمال مبادرة “تبنَّ مكتبة”، وأعقب ذلك في سبتمبر 2017 زيارة ثانية إلى المخيم، للاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع الأطفال اللاجئين.
ولا شك في أن هذه الزيارات التي كوّنت فكرة واضحة عن واقع اللاجئين، ومدى افتقارهم إلى مصادر الثقافة والمعرفة، أسهمت في تطوير برامج توزيع الكتب الخاصة بالمؤسسة.
عقب إطلاق مبادرة “تبنَّ مكتبة” في سبتمبر 2017، تلقّت “مؤسسة كلمات” 100 وعدٍ بالتبرّع لهذه المبادرة خلال الأيام العشرة الأولى من انطلاقها، في دلالةٍ واضحةٍ على تقدير الدولة لأهمية القراءة والأعمال الأدبية والثقافية.
أثمرت الباقة الأولى من الكتب التي تم إرسالها إلى العاصمة الفرنسية باريس في مارس 2018 بفوز إحدى القارئات بالجائزة الأولى لمسابقة القراءة وحصولها على فرصة المشاركة في “تحدي القراءة العربي” الذي يقام في دبي. وبعد باريس، انهالت الطلبات على مبادرة “تبنَّ مكتبة”، ما دفع “مؤسسة كلمات” إلى الاستجابة إلى هذه الحاجة وإرواء هذا التعطش للكتب. وانضمت الدول الأوروبية إلى قائمة الدول الداعية لدعم المعرفة باللغة العربية وثقافتها الغنية، حيث تم إنتاج كتب ثنائية اللغة في إيطاليا ضمن اتفاقية الشراكة بين دار نشر “غالوتشي” و”مجموعة كلمات” في إطار التوجّه نحو سد الفجوة الثقافية.
من جانب آخر، شكّلت مخيمات اللاجئين في الأردن واقعاً مغايراً، إذ عانى التعلّم والتعليم المدرسي في مخيمات اللجوء نقصاً حاداً في الموارد، ما أدّى إلى دمج كُتبنا في برامج النشاطات الإضافية للمناهج.
ونتيجةً لذلك، تحوّلت المكتبة في المخيم الإماراتي-الأردني إلى مركزٍ اجتماعيٍ للأولاد والبنات الذين أسعدهم كثيراً وصول مجموعات جديدة من الكتب، وأعربوا عن رغبتهم في الجلوس لقراءتها والاستمتاع بها. وفي مخيّم الزعتري، شمال الأردن، تبرّعت المؤسسة بـ20 مكتبة لمنظمة “بلومونت” الإنسانية للمساعدة في توفير مجموعةٍ نوعيةٍ من المكتبات تتناسب مع العدد الكبير لسكان المخيم. وأصبحت نوادي الكتاب والجلسات القرائية ومسرحيات لعب الأدوار والشخصيات مرجعاً مجتمعياً جديداً، كما هي الحال في أجزاء أخرى من العالم، لتسهم بدورها في تلقّي التبرّعات. ومع تفشّي جائحة كوفيد-19 وتطبيق التّدابير الاحترازية المتعلقة بالحركة والتّنقل، أصبح توفير الكتب عاملاً إضافياً يساعد الأطفال على قضاء وقت ممتع في القراءة داخل المخيم.
فيما يتعلق ببرنامج مبادرة “أرى”، أجرت المؤسسة في العام 2018 دراسة استقصائية إقليمية تخصّ الأطفال المعاقين بصرياً للحصول على معلومات حديثة تساعد على فهم واستيعاب احتياجات هذه الفئات والتعرّف على المصادر المتوافرة لديهم. وجرى حصر نحو 20 ألف شاب يافع وطفل يعانون من ضعف البصر، إلى جانب معلومات عن فئاتهم العمرية، وطرق التدريس ومناهجه وأساليبه، والمصادر الأدبية والثقافية المتاحة وغير المتاحة لهم، وكذلك مقدرتهم على استخدام التكنولوجيا.
وأسهمت هذه البيانات إلى درجة كبيرة في تكوين صورة واضحة استندت إليها “مؤسسة كلمات” في وضع استراتيجيتها لتحديد العقبات القائمة والعمل على تجاوزها. وفي نوفمبر 2018، أبرمت المؤسسة اتفاقية شراكة مع “اتحاد الكتب الميسّرة” بشأن التعاون في مجال إصدار الكتب الميسّرة باللغة العربية، وبعدها بخمسة أشهر، تم توفير التدريب اللازم لعدد من دور النشر الإقليمية بهدف تعزيز توافر الكتب العربية الميسّرة.
انعكاساً للتقدّم الذي حقّقته مبادرة “أرى”، تمّ إدراج البرنامج ضمن قائمة المرشحين الثلاثة الأوائل لنيل “جائزة التميّز الدولي” لاتحاد الكتب الميسّرة 2020 في مجال النشر ضمن فئة المبادرات. وبعد إصدارها 100 كتاب إلكتروني ميسّر باللغة العربية بصيغة EPUB3 في أبريل 2020، تتطلّع “مؤسسة كلمات” إلى نشر كتبها عبر المنصات الرقمية من خلال منصة خدمة الكتب العالمية ABC لتكون متاحةً للأطفال واليافعين ذوي الإعاقات البصرية في جميع أنحاء العالم.
هذا التّقدم لم يكن ليتحقق لو لم نكن شاهدين بأنفسنا على بعض الحقائق القاسية والظروف التي يعيشها أولئك اليافعون والأطفال الذين تستهدفهم “مؤسسة كلمات”. فعلى سبيل المثال، تظهر لدى عدد منهم في المخيمات مواهب هائلة يعززها الطموح العالي والرغبة في الإبداع وتحقيق إنجازات في الحياة. مع ذلك، تجدهم مقيّدين إلى حدٍّ كبير ومحرومين من الوصول إلى المصادر التي تدعم مسيرتهم وتساعدهم على إحراز أي تقدم، والتي تشمل اللغة الإنجليزية، والنحو، والعلوم، والرياضيات، وغيرها من المصادر التعليمية. وبما أن المؤسسة لم تكن قادرة على تقديم الدعم المباشر في هذا المجال، فقد حملت على عاتقها توجيه هذه المتطلبات والاحتياجات إلى المنظمات الدولية القادرة على توفير هذا النوع من الدعم، ومن جانبنا، نواصل بذل أقصى الجهود لتقديم المساعدة من داخل شبكاتنا.
لقد كان العام 2020 مليئاً بالصعوبات نتيجة تداعيات جائحة كوفيد-19. ولم يقتصر ذلك على دور النشر العالمية فحسب، بل شَمِل كذلك المستفيدين من “مؤسسة كلمات”. لقد اختلفت المقاييس وبرزت اعتبارات مستحدثة ومعايير جديدة لهذه المنظومة، وواصلنا تسليم الكتب لمبادرة “فن الحكاية” الأدبية في كينيا، إذ تأثّر نظام التعليم بشدّة، وكذلك “مكتبة سييلانيو الوطنية” في هرجيسا في منطقة أرض الصومال. وحافظنا على التواصل مع عدد من المستفيدين في جميع أنحاء العالم، ممن تأثرت نشاطاتهم بصورةٍ كبيرة.
لم تُعِق فترة الإغلاق مبادرة “أرى” أو تمنعها من استئناف برامجها، فقد استحدثت المؤسسة استراتيجية خاصة، تمنح من خلالها كل طفل كتباً بتنسيقات متنوعة؛ مثل الكتب المطبوعة بطريقة “برايل” والكتب المكبرة والكتب الصوتية، ووصلت في تلك الاستراتيجية إلى نتائج مرضية؛ بخاصة في القراءة الفردية، إذ يستخدم الأهالي في بعض الحالات الكتب المطبوعة بحروف كبيرة أو يستمعون إلى التسجيلات الصوتية، بينما يقرأ طفلهم أو طفلتهم كتباً ميسّرة بطريقة “برايل”.
وعلى الرغم من الفوائد القيّمة للتنسيقات المطبوعة، إلا أن الكتب الإلكترونية والمكتبات الرقمية أصبحت شائعة الاستخدام. لذا، نعمل في الوقت الراهن على تخصيص موارد للكتب المطبوعة والرقمية على حدٍّ سواء.
أما العام 2021 فيمثّل تقدماً مستداماً في دعم وتعزيز الثقافة والمعرفة، فإضافة إلى تطوير إصدار الكتب الميسّرة رقمياً ونشرها عبر المنصات الإلكترونية أو من خلال التنسيقات التقليدية، شهد العام توسّعاً في قارة أفريقيا وغيرها من مناطق العالم. ويسعدنا في هذا الإطار أن نعلن عن شراكتنا مع “منظمة دعم الكتاب الدولية” Book Aid International للمساعدة في التوزيع وإنجاز خططنا بفعالية.
واصل فريقنا التزامه الراسخ بتوفير فرص القراءة للأطفال واليافعين والشباب العرب المحرومين وضعاف البصر في العام 2022.
وفي سبتمبر تكلّلت تلك الجهود بإنجاز كبير وهو منح وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة ترخيص نشر الكتب الميسرة وفقاً لأنظمة “معاهدة مراكش”، حيث يمكن لـ”مؤسسة كلمات” استخدام ومشاركة الكتب من خلال منصات عالمية تُمثّل كنزاً لا يُقدّر بثمن من المصادر الأدبية والقرائية.
وفي أكتوبر 2022، منح “اتحاد الكتب الميسّرة” مؤسسة “كلمات” صفة جهة مرخصة معتمدة، ما يسمح لها باستخدام منصتها “خدمة الكتب العالمية”، وبعد شهر واحد في نوفمبر، وصلت مبادرة “أرى” إلى القائمة القصيرة للمرة الثانية لجائزة التميّز الدولي لاتحاد الكتب الميسّرة 2020 في مجال النشر ضمن “فئة المبادرات”.
واليوم، أصبح في رصيد “مؤسسة كلمات” 113 كتاب بنسق إلكتروني ميسّر، جميعها بصيغة الكتب إلكترونية تستهدف الأطفال واليافعين العرب من الفئة العمرية 3 – 17 عاماً، وحافظت جهودها على وتيرتها وزخمها حتى نهاية العام 2022، حيث شهدت العناوين والكتب العادية والمطبوعة بأنساق ميسّرة التي تم التبرّع بها للمؤسسة نمواً بنسبة 43% عن العام الذي سبقه، وتضمّنت مناطق التوزيع الجديدة نيجيريا، وكينيا، وإثيوبيا، والمغرب، في شهادة على التزام المؤسسة بدعم القارة الأفريقية.
بحكم عملي في مجال النشر، وكوني أُماً يسعدها أن ترى عيون أطفالها تضيء فرحاً كلما تصفّحوا كتاباً جديداً، أجد صعوبة في تقبّل أن ملايين الأطفال مازالوا غير قادرين على التمتّع بالسعادة التي تستجلبها القراءة. وبالتالي، أصبحت رسالتي توفير الكتب والمواد القرائية، بمختلف تصنيفاتها وموضوعاتها، بين يدي اليافعين والأطفال المحرومين في بلدان الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، إيماناً منّي بأننا ندين لهم بمسار حياة أفضل.
القراءة تشعل الفضول للمعرفة، وتوقدُ الخيال، وتشجّع الحوار، وتفتح آفاقاً رحبة أمام الإبداعات والمواهب الكامنة. لذا، أرغب في إضفاء كل هذا العطاء إلى حياة أكبر عدد ممكن من هؤلاء الصغار. في العام 2016، أنشأتُ مؤسسة كلمات بغية تمكين اليافعين والأطفال المحرومين وتزويدهم بالكتب ومصادر المعرفة، على أمل أن يسهم ذلك في نشر العلم والثقافة وفتح آفاق أوسع أمامهم للتعلّم وامتلاك فرص لبناء مستقبل أكثر إشراقاً. في إطار هذه المساعي، بدأنا منذ ذلك الحين بإرسال مجموعات من الكتب إلى المناطق الريفية، والمستشفيات، ودور الأيتام، ومخيمات اللاجئين، والمكتبات، والمدارس. وتركزت جهودنا في توزيع الكتب على الأطفال المنحدرين من بلدان الشرق الأوسط ممن قادتهم ظروف الحرب إلى اللجوء والنزوح القسري، علاوة على الأطفال الذين يعانون إعاقات بصرية؛ وذلك ضمن مبادرات تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للأطفال الذين انفصلوا عن أوطانهم، وإلى توطيد علاقتهم وتواصلهم مع ثقافتهم وتاريخهم ولغتهم، وترسيخ تمسّكهم بعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة. كما نسعى إلى توفير الكتب ومصادر المعارف لليافعين والأطفال المكفوفين وضعاف البصر لمساعدتهم على الاستقلالية والاعتماد على الذات وتمكينهم من الانخراط في المجتمع.
تتمحور جميع المشروعات والبرامج التي نطلقها حول الأهداف نفسها في المؤسسة، فقدمنا أكثر من 22,400 كتاب في 23 دولة. ومن خلال مبادرة “تبنّ مكتبة”، تم التبرع بـ 12,500 كتاب لنحو 89,000 طفل ويافع في أربع قارات. وبلغتنا أخبار سارة عن إنشاء نوادٍ للكتاب تضم كتب المؤسسة في مواقع متنوعة من العالم تصل إليها خدماتنا. توفّر المؤسسة ضمن مبادرة “أرى”، كتباً صوتية، وكتباً مطبوعة بحروف كبيرة، وأخرى بطريقة “برايل” للأطفال واليافعين المعاقين بصرياُ وعائلاتهم، حتى يتسنّى لهم قراءة القصص أو الاستمتاع بها سوياً.
في هذا الإطار، يضع التقرير بين أيديكم رؤية دقيقة لأنشطتنا وإنجازاتنا وما أحرزناه من تقدم خلال هذه الفترة، ويسلط الضوء على امتدادنا وحضورنا العالمي، وإسهامات المستفيدين والشركاء، وإحصاءات توزيع الكتب في مناطق عديدة من دول العالم.
ولا يسعني في هذا المقام إلا التعبير عن امتناني العميق لما بذله شركاؤنا من دعم وجهد مشكورَين في تقديم المشورة وترشيح المناطق التي تستحق أن نمدّها بالكتب والمكتبات، ولمشاركتهم في إصدار الكتب ونشرها وتوزيعها. والشكر موصول للجهات الراعية لمبادراتنا، والتي لم تتوانَ في البذل والتبرّع بسخاء، فقد كان لذلك كبير الأثر في بلوغ مساعينا على درب العلم والمعرفة. لقد شكّل انتشار جائحة كوفيد-19 تحدياً استثنائياً لمسيرتنا نحو نشر القراءة بين الأطفال وتوفير مصادر المعرفة، الأمر الذي أبرز الحاجة إلى تطوير تقنيات رقمية لدعم القراءة، وهو تنسيق طالبت به الجهات التي تصلها خدماتنا وتفصلنا عنهم المسافات، بدءاً من مخيم الزعتري للاجئين في شمالي الأردن وانتهاءً بمدينة ساو باولو بالبرازيل.
نحن نتعهّد بأن نواصل مساعينا نحو رعاية الأطفال واليافعين المحرومين، وتعزيز دور القراءة التي تحدث تغييراً جوهرياً في مسار حياتهم، ونقل أفضل ما في ثقافتنا الحياتية عبر القصص وغيرها من حقول الأدب والثقافة؛ فالمستقبل يكمن بين طيّات هذه الكتب وصفحاتها. هذا الهدف الذي بدأ بذرةً في وجدان أم يشغلها واقع ومستقبل أطفالها تحوّل الآن إلى حراك عالمي نأمل أن يترسّخ وينمو ويزدهر. وهدفنا الكبير ينحصرُ في سدّ الفجوة أمام نشر القراءة وتعزيزها وتوفير مصادر الثقافة والمعرفة بين أولئك الأطفال الذين يواجهون صعوبات كبيرة في هذه المرحلة العمرية المبكّرة، وفتح آفاق أوسع أمامهم لبناء مستقبل أكثر إنصافاً.
بدور القاسمي، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة
“في مناسبتين مختلفتين، حضر إلى المكتبة بعض الفتيات وقفزن فرحاً عندما رأين الكتب”.
بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من إطلاقها في نوفمبر 2017، حققت مبادرة “تبنّ مكتبة” العديد من المكاسب المشهودة، واستحقت إشادات إيجابية ومشجعة من قبل الجهات المستفيدة بفضل الأرقام التي حققها حجم التبرعات بالكتب.
فقد عادت مساعي مبادرة “تبنّ مكتبة” نحو تطوير نشر القراءة ومصادر المعرفة باللغة العربية وإسهامها في التعليم الرسمي بفائدة كبيرة على المؤسسات المستفيدة والمشاركة. في مخيّم الزعتري الواقع شمالي الأردن، والذي يضمّ نحو 80,000 لاجئ من سوريا، تُدار المكتبات التي ترسلها مؤسسة “كلمات” بوساطة منظمة بلومونت BlumontBluemont غير الربحية والمسؤولة عن مشروع الحماية المجتمعية.
ووفقاً لسراج الحمود، المدير الأول للمخيم، استفاد من الكتب ما يقارب 2,000 طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً. ومن خلال نادي “نمور بلومونت” Blumont للقراءة، أصبحت برامج القراءة والاطلاع على مصادر المعرفة والثقافة جزءاً رئيساً من إطار التعليم الشامل الذي يتضمن اللغتين العربية والإنجليزية، وتكنولوجيا المعلومات، والفنون. كما أسهمت برامج التوعية، التي تتم في أنحاء مخيّم الزعتري عن طريق المكتبات المتنقّلة، في إثراء وتعزيز روح المجتمع؛ إذ أصبحت المكتبات في مخيم اللاجئين لاحقاً حجر الزاوية في برنامج الحياة اليومي، وتشارَكَ الأطفال، والأهالي، وأصحاب الأعمال التجارية، والمعاهد، فرص القراءة واستعارة الكتب
في شرقي أفريقيا بأرض الصومال، تستضيف مكتبة سيلانيو الوطنية العامة في هرجيسا 30 مدرسة و120 تلميذاً في الأسبوع، إذ تحتل كتب المؤسسة ركناً للأطفال يُستخدم في جلسات القراءة الجماعية. وتستوعب مدينة هرجيسا مجتمعات المهاجرين من دول القرن الأفريقي، الذين يقيمون فيها لأغراض اقتصادية، أو الذين نزحوا إليها بسبب الصراعات والحروب، أو انعدام الأمن، أو الجفاف. وتقدّم المكتبة العامة خدمة مميّزة بتوفيرها للمرحلة التأسيسية التي تضمن حقّ الأطفال واليافعين في القراءة والحصول على مصادر المعرفة.
في كينيا، تخطط مبادرة “فن الحكاية” التابعة لمنظمة سونا ساما Sona Sama لاستخدام مجموعة الكتب التي استلمتها ضمن تبرعات المؤسسة في تشجيع ثقافة القراءة بلغات متعددة تشمل اللغات السواحيلية والإنجليزية والعربية ونشرها بين المدارس ضمن شبكتها. ضمن هذه البرامج، يبدو جلياً أن مسيرة تعليم اللغات في أفريقيا تمرّ بمرحلة جديدة في عهد مبادرة “تبنّ مكتبة”. كذلك، يعكس التفاعل الاجتماعي والتطور في المجتمع والإنجازات بين مجموعات المهاجرين دوراً مُهماً آخرَ للبرنامج.
في مدينة فاندوفر ليه نانسي، احتلت شقيقتان من بين القرّاء المستفيدين من كتب المؤسسة في فرنسا المركزين الأول والثالث في مسابقة القراءة الوطنية للغة العربية للعام 2018 في الدولة. بالنسبة إلى تسنيم، الشقيقة الكبرى، والتي كانت تبلغ 12 عاماً من العمر في ذلك الوقت، فقد قادها هذا الإنجاز إلى المشاركة في تحدي القراءة العربي في مدينة دبي، في العام نفسه. ولغرض مماثل، أي التحضير للمسابقة الدولية، قام الأطفال بزيارة منظمة We Need Books ومقرها أثينا، وهي منظمة غير حكومية توفّر مكتبات متعددة اللغات لسكان المدينة. تقول إيوانا نيسيريو، المؤسس المشارك لمبادرة القراءة اليونانية، “في مناسبتين مختلفتين، حضر إلى المكتبة بعض الفتيات وقفزن فرحاً عندما رأين الكتب”.
وبالتالي، فإن تعزيز الروابط الثقافية يشكل حجر الأساس الآخر لبرنامج المؤسسة، إذ يشكل الحفاظ على تقاليد وموروثات الأوطان أحد أهمّ العوامل التي تساعد في ترسيخ الانتماء وتعزيز الثقة. ويُعدّ القسم الإيطالي في المجلس الدولي لكتب اليافعين أحد الشركاء الدّاعمين لمبادرة “تبنّ مكتبة”. وفيما يتعلق بمجتمعات المهاجرين واللاجئين، تحدثت مارسيلا تيروسي، المتطوعة في المجلس الدولي لكتب اليافعين IBBY والأستاذ المساعد في جامعة بولونيا، عن أهمية القراءة باللغة الأم والحفاظ على الارتباط بالهوية الأصلية ودورهما في توسيع آفاق الصغار خلال حياتهم المستقبلية، مؤكدةً أنّ الدراسات في علم اللغة تشير إلى ضرورة حفاظ اليافعين على اللغة الأم لتعلّم أي لغة جديدة بسهولة أكبر. في هذا الإطار، أسهم إصدار كتب باللغتين العربية والإيطالية، من خلال شراكة بين دار نشر “غالوتشي” الإيطالية ومؤسسة “كلمات”، في تطوير اللغة الموازية التي تعتبر عاملاً مهماً لعملية التكامل والاندماج. وقد شكّل وجود مجموعات الكتب التي توزعها مبادرة “تبنّ مكتبة” على 11 مكتبة في مدن وقرى وجزر إيطاليا جسراً يقود إلى التنمية والاستقرار والتقدّم.
وفي البرازيل، قال دييس زاناردي من جمعية ساو باولو للمكتبات والقراءة، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تعزيز الثقافة والقراءة والأدب، إن التعرّف إلى الآخر هو من الموضوعات المهمة التي تتطرّق إليها كتب “كلمات”، والتي يتم تشجيعها بين الأطفال ذوي الخلفيات الوطنية المختلفة عند القدوم والزيارة.
إن التمسّك بالروابط الثقافية يندرج ضمن الأهداف التي تمّ من أجلها تأسيس مدرسة ساو باولو الإسلامية البرازيلية من قبل مهاجرين لبنانيين، كما يقول الإمام البقاعي، أحد مديريها، فهو يرى أن كتب المؤسسة تسير في السياق ذاته وتفي بهذا الغرض تماماَ.
لقد حقّق توافر الكتب المطبوعة فائدة كبرى أخرى للمستفيدين، لاسيما في المناطق الفقيرة، حيث يكون الوصول إلى الخدمات مثل الكهرباء والبيانات المتنقلة محدوداً، وهي نقطة عزّزها كلير برادلي، مدير منظمة دعم الكتاب الدولية Book Aid International في المملكة المتحدة ومدير صندوق الاستئمان للمنظمة، المسؤول عن تسليم الكتب في هرجيسا. وفي الإطار نفسه، يقدم عبدالرحمن إنديجو، العضو المنتدب وأمين مبادرة “فن الحكاية”، تعريفاً لعلاقة الارتباط والقرب التي يولّدها وجود الكتاب في شكله المادي: “كما نقول، القُرب يولّد الألفة، والألفة تولّد الحب”. موضحاً ما سيلاحظه الأهل من تأثير هذا الارتباط والمحبة في مستوى الاستيعاب الذي يستمده أطفالهم من القراءة، وأكثر من ذلك، رغبتهم في سرد القصص التي قرؤوها للتو.
من المقرر أن تمضي مبادرة “تبنّ مكتبة” قدماً خلال العام 2021، وذلك ضمن خططها لتوسيع نطاق وصولها إلى الأماكن التي تظهر فيها حاجة اليافعين والأطفال المحرومين إلى الكتب باللغة العربية. ولا شك في أن توفير المكتبات، وإصدار قصص ملهمة وتجارب نجاح لشخصيات مشابهة لحالاتهم، ستسهم جميعها في توفير فرص عادلة للقراءة والحصول على مصادر المعرفة والثقافة، لأن الإنجازات السابقة والمكاسب الجديدة ستقودنا حتماً إلى نشر مزيد من المعرفة التي تدعم تكوين شخصيات هؤلاء اليافعين وتعزّز ثقتهم في أنفسهم وتمدّهم بقدرات أكبر لخوض غمار المستقبل.
انطلقت مؤسسة كلمات في العام 2016، تدفعها فكرة سامية مفادها أن من حق الأطفال واليافعين المحرومين والأطفال ذوي الإعاقات البصرية أن يكونوا قادرين على القراءة والحصول على مصادر الثقافة والمعرفة. وقد شهدت تلك الفترة حروباً وصراعات أهلية عنيفة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دولة سوريا، إذ أجبرتهم ظروف الحرب على النزوح واللجوء إلى بلدان أخرى لها ثقافاتها وتقاليدها المغايرة تماماً لما عهدوه في وطنهم. كما تميّز العقد الزمني نفسه بطلب متزايد من البلدان المضيفة للأدب العربي، واقترنت هذه الدعوة إلى التثقيف ونشر العلم والمعرفة بين الأطفال واليافعين المحرومين في المناطق والمجتمعات الجديدة بخطوة المؤسسة نحو توفير الكتب والمواد القرائية الملائمة لأعمار هؤلاء الأطفال.
ولم تكن المسارات التي اتخذتها مبادرتا “أرى” و”تبنّ مكتبة” خالية من التحديات؛ ففيما يتعلق بمبادرة “تبنّ مكتبة، تعرضت عملية التوصيل عقبات كبيرة في بعض الأحيان، رافقتها مصاعب أخرى في تحصيل الموافقات والتصريحات في المناطق غير المستقرة أمنياً، بخاصة في المكتبات العامة ومخيمات اللاجئين. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مبادرة “أرى”، إذ واجهت قرارات المؤسسة وجهودها لتسليم الكتب عقباتٌ عدة؛ كالافتقار إلى المبادئ التوجيهية التي تدعم إصدار الكتب الميسّرة، وعدم وجود بيانات كافية حول التركيبة السكانية والمؤسسات التي تستهدف هذه الفئة من الأطفال واليافعين.
تتمتع مؤسسة “كلمات” بمصداقية معترف بها على نطاق واسع، وذلك بفضل مكانة “مجموعة كلمات” في مجال النشر وقدرتها على إعداد الكتب وفقاً للمواصفات والمعايير المطلوبة. ونتيجةً للجهد الكبير والمساعدة التي قدمتها البعثات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، جرى توزيع 22,405 كتب وتخصيصها لمخيمات اللاجئين، والمراكز المجتمعية، والمكتبات، والمدارس، والمستشفيات، في جميع أنحاء العالم. وفي ما يلي ملخص عن مستوى تقدمنا في البرامج خلال السنوات الخمس الماضية.
في مايو 2017، جرى التبرع بألف كتاب للمخيم الإماراتي-الأردني للاجئين، كبداية لأعمال مبادرة “تبنّ مكتبة”، وأعقب ذلك في سبتمبر 2017 زيارة ثانية إلى المخيم، أي بعد مرور ثلاثة أشهر، للاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع الأطفال اللاجئين.
ولا شك في أن هذه الزيارات التي قادت إلى تكوين فكرة واضحة عمّا يعيشه اللاجئون، ومدى افتقارهم لمصادر الثقافة والمعرفة، أسهمت في تطوير برامج توزيع الكتب الخاصة بالمؤسسة.
عقب إطلاق مبادرة “تبنّ مكتبة” في سبتمبر 2017، تلقت مؤسسة كلمات 100 وعدٍ بالتبرع لهذه المبادرة خلال الأيام العشرة الأولى من انطلاقها، في دلالة واضحة على تقدير الدولة لأهمية القراءة والأعمال الأدبية والثقافية.
لقد آتت الباقة الأولى من الكتب التي أُرسلت إلى باريس في مارس 2018 ثمارها في مسابقة القراءة العربية بالدولة؛ إذ فاز أحد القرّاء بالجائزة الأولى وحصل على فرصة المشاركة في تحدي القراءة العربي الذي يقام في دبي. بعد باريس، انهالت الطلبات على مبادرة “تبنّ مكتبة”، ما دفع مؤسسة “كلمات” إلى وضع نمط ثابت للاستجابة وإرواء هذا التعطش للكتب. وانضمت الدول الأوروبية إلى قائمة الدول الداعية لدعم المعرفة باللغة العربية وثقافتها الغنية، واجتهدنا في تحقيق هذا الهدف على الرغم من صعوبة الإجراءات والقوانين هناك فيما يتعلق بالأعمال الخيرية. وفي إيطاليا، أُنتجَت كتب ثنائية اللغة ضمن اتفاقية الشراكة بين دار نشر “غالوتشي” ومجموعة “كلمات” ضمن التوجّه إلى سد الفجوة الثقافية.
من جانب آخر، شكّلت مخيمات اللاجئين في الأردن واقعاً مغايراً، إذ كان التعلّم والتعليم المدرسي أكثر محدودية، ما أدّى غالباً إلى دمج كُتبنا في النشاطات الإضافية للمناهج.
في المخيم الإماراتي-الأردني، تحولت المكتبة إلى مركزِ اجتماعي للأولاد والبنات الذين أسعدهم كثيراً وصول مجموعات جديدة من الكتب، وعبّروا عن رغبتهم في قضاء ليلة على الرمال للاستمتاع بها. إلى الشمال، في مخيّم الزعتري، تبرعت المؤسسة بـ20 مكتبة لمنظمة “بلومونت” للمساعدة في توفير مجموعة نوعية من المكتبات تتناسب مع العدد الكبير لسكان المخيم. لقد أصبحت نوادي الكتاب وتجمعات سرد القصص ومسرحيات لعب الأدوار والشخصيات مرجعاً مجتمعياً جديداً، كما هي الحال في أجزاء أخرى من العالم، لتسهم بدورها في تلقّي التبرّعات. ومع تفشّي جائحة كوفيد-19 وتطبيق التدابير الاحترازية المتعلقة بالحركة والتنقل، أصبح توفير الكتب عاملاً إضافياً يساعد الأطفال على قضاء وقت ممتع في القراءة داخل المخيم.
فيما يخص برنامج مبادرة “أرى”، أجرت المؤسسة في العام 2018 دراسة استقصائية إقليمية تخصّ الأطفال واليافعين المعاقين بصرياً للحصول على معلومات استثنائية وحديثة تساعد في فهم واستيعاب احتياجات هذه الفئات والتعرّف إلى المصادر المتوافرة لديهم. وجرى حصر نحو 20,000 شاب يافع وطفل يعانون من الإعاقة البصرية، إلى جانب معلومات عن فئاتهم العمرية، ومصادر التدريس الخاصة بهم، ومناهجه، وأساليبه، والمصادر الأدبية والثقافية المتاحة وغير المتاحة لهم، وكذلك مقدرتهم على استخدام التكنولوجيا. وقد أفادت هذه البيانات إلى درجة كبيرة في تكوين صورة واضحة استندت إليها مؤسسة “كلمات” في وضع استراتيجيتها لتحديد العقبات القائمة والعمل على تجاوزها.
في نوفمبر 2018، أبرمت المؤسسة اتفاقية شراكة مع “اتحاد الكتب الميسّرة” بشأن التعاون في مجال إصدار الكتب الميسّرة باللغة العربية، وبعدها بخمسة أشهر جرى توفير التدريب اللازم لدور نشر إقليمية. انعكاساً للتقدم الذي حققته مبادرة “أرى”، تمّ إدراج البرنامج ضمن قائمة المرشحين الثلاثة الأوائل لنيل جائزة التميّز الدولي لاتحاد الكتب الميسّرة 2020 في مجال النشر ضمن فئة المبادرات. وبعد إصدارها 100 كتاب إلكتروني ميسّر باللغة العربية بصيغة EPUB3 في أبريل 2020، تتطلع مؤسسة كلمات إلى نشر كتبها عبر المنصات الرقمية من خلال خدمة الكتب العالمية ABC لتكون متاحةً للأطفال واليافعين ذوي الإعاقات البصرية في جميع أنحاء العالم.
كل هذا التقدم لم يكُن ليتحقق لو لم نكن شاهدين بأنفسنا على بعض الحقائق القاسية والظروف التي يعيشها أولئك اليافعون والأطفال الذين تستهدفهم مؤسسة كلمات. فعلى سبيل المثال، تظهر مواهبُ هائلة لدى عدد منهم في مخيمات اللاجئين يعززها الطموح المتأجج والرغبة في الإبداع وتحقيق إنجازات في الحياة. مع ذلك، تجدهم مقيّدين إلى حد كبير ومحرومين من الوصول إلى المصادر التي تدعم مسيرتهم وتساعدهم على إحراز أي تقدم. وتندرج قواعد اللغة الإنجليزية وآدابها، والعلوم، والفلك، والرياضيات، والموسيقى، ضمن هذه المصادر التعليمية. وبما أن المؤسسة لم تكن قادرة على تقديم الدعم المباشر في هذا المجال، فقد وضعت على عاتقها توجيه هذه المتطلبات والاحتياجات إلى المنظمات الدولية القادرة على توفير هذا النوع من الدعم، ومن جانبنا نواصل بذل أقصى الجهود لتقديم المساعدة من داخل شبكاتنا.
لقد كان العام 2020 مليئاً بالصعوبات نتيجة الآثار التي أفرزتها جائحة كوفيد-19. ولم يقتصر ذلك على دور النشر العالمية فحسب، بل شَمِل كذلك المستفيدين من مؤسسة “كلمات”. لقد اختلفت المقاييس وبرزت اعتبارات مستحدثة ومعايير جديدة للتوازن البيئي، واستمررنا في تسليم الكتب لمبادرة “فن الحكاية” الأدبية في كينيا، إذ تأثر نظام التعليم بشدة، وكذلك مكتبة سييلانيو في هرجيسا في منطقة أرض الصومال. كما حافظنا على التواصل مع عدد من المستفيدين في جميع أنحاء العالم، ممن تأثرت نشاطاتهم بصورة كبيرة.
لم تُعِق فترة الإغلاق مبادرة “أرى” أو تمنعها من استئناف برامجها، فقد حققت استراتيجية المؤسسة بمنح كل طفل كتباً بتنسيقات متنوعة؛ مثل الكتب المطبوعة بطريقة “برايل” والكتب المطبوعة بحروف كبيرة والكتب الصوتية، نتائجَ مرضيةً؛ بخاصة في القراءة الفردية، إذ يستخدم الأهالي في بعض الحالات الكتب المطبوعة بحروف كبيرة أو يستمعون إلى التسجيلات الصوتية، بينما يقرأ طفلهم أو طفلتهم بطريقة “برايل”.
وعلى الرغم من الفوائد القيّمة للتنسيقات المطبوعة، إلا أن الكتب الإلكترونية والمكتبات الرقمية أصبحت شائعة الاستخدام. لذا، نعمل في الوقت الراهن على تخصيص موارد للكتب المطبوعة والرقمية على حدٍّ سواء. وتتضمن هذه الخطوة الجديدة تعاوناً دولياً، بينما نتطلع لتحقيق أفضل ما يمكن تقديمه في كلا المجالين.
أما العام 2021 فيمثل مرحلة مفعمة بالإثارة، حيث نمضي قدماً ونتطور أكثر في دعم وتعزيز الثقافة والمعرفة بين الأطفال واليافعين المحرومين. فإضافة إلى تطوير إصدار الكتب الميسّرة رقمياً ونشرها عبر المنصات الرقمية أو من خلال التنسيقات التقليدية، سيشهد العام المقبل توسّعاً في قارة أفريقيا وغيرها من مناطق العالم. ويسعدنا في هذا الإطار أن نعلن عن شراكتنا مع منظمة دعم الكتاب الدولية Book Aid International للمساعدة في التوزيع وإنجاز خططنا بفعالية.
وهكذا، تستمر جهود مؤسسة “كلمات” في رفع عدد الشركاء الدوليين في مجال النشر، والتكنولوجيا، والحكومات الوطنية والدولية، والمنظمات في قطاع المؤسسات الخيرية. وتتمثل مهمتنا في توفير الكتب والمواد القرائية؛ بمختلف فئاتها وموضوعاتها، بين يدي اليافعين والأطفال المحرومين والمكفوفين وضعاف البصر لتمكينهم من التزوّد بالمعارف وتنوير بصيرتهم بنتاج الفكر والأدب من خلال توفير عدد من التنسيقات الميسّرة، إيماناً منّا بضرورة فتح آفاق أوسع وأكثر رحابةً أمام الأطفال واليافعين للتعلّم وامتلاك فرص أفضل لبناء مستقبل مُشرق.
فريق مؤسسة “كلمات”
“التعليم دائماً هو الحلّ. إذا تمكّن الأطفال المكفوفون أو ضعاف البصر أو الذين يعانون مشكلات بصرية تعيق قدرتهم على قراءة المطبوعات من إكمال تعليمهم ولم يواجهوا أي صعوبات في الحصول على تعليم عالٍ، فلن يكون هناك سقف لطموحاتهم أو نجاحاتهم”.
يتطلب تعليم الأطفال المعاقين بصرياً ورعايتهم تركيزاً كبيراً على احتياجاتهم والاهتمام بها. ويتعلق أحدها بغرض جليّ، وهو إرشاد أولئك الذين يكتنف الظلام عوالمهم فلا يترك لهم مجالاً للضوء، أو الألوان، أو الأشكال. كما تتطلب إدارة مستقبل هؤلاء اليافعين مسؤولية كبيرة. وبما أن مؤسسة “كلمات” تقدم دعمها للمساعدة في توفير مصادر القراءة والمعرفة لهذه الفئة من الأطفال واليافعين، فقد طلبنا من شركائنا والجهات المستفيدة من خدماتنا إبداء آرائهم فيما يخص المكاسب الناتجة عن إسهامات مبادرة “أرى”.
في ما يتعلق بالمؤسسات التي استفادت من مبادرة “أرى” وقدمت لها الدعم، غالباً ما يتسع نطاق أعمالها ليشمل التعليم المدرسي، والالتحاق بالتعليم، وتنمية المهارات الحياتية، والصحة، والأعمال الخيرية، وتطوير إصدار التنسيقات الميسّرة. ففي الشرق الأوسط، حيث لا تتوافر الكتب الميسّرة باللغة العربية بسهولة، عملت مؤسسة “كلمات” على تحديد أفضل السبل لتشجيع القراءة.
أما في ما يخص برامج توزيع مبادرة “أرى” للكتب الميسّرة بتنسيقات مختلفة، مثل طريقة “برايل”، والطباعة بحروف كبيرة، والكتب الصوتية، فقد نجحت في تلبية احتياجات فئتي ضعاف البصر والمكفوفين.إضافة إلى ذلك، شكْلَ توفير الكتب الصوتية داعماً للمستخدمين بشكل خاص، كونه يسمح بالمشاركة والاستيعاب ما بين الأشخاص ذوي القدرات المختلفة. أما بالنسبة إلى كتب المؤسسة المطبوعة بحروف كبيرة، فقد تم تمييزها بالحروف المرئية، والتباعد، والألوان، لتصبح واضحة وسهلة القراءة، وفقًا لرأي أنجاد زاهدة، من جمعية المكفوفين الخيرية في الخليل.
من جانب آخر، ينصبّ التركيز بشكل كبير على توفير الكتب المطبوعة بطريقة “برايل”، والتي تُعدّ مصدراً مُكلّفاً للنشر في بعض أنحاء الشرق الأوسط. وقد تناول هذا الأمر خالد الأحمد، مساعد مدير مدرسة النور في مدينة الكويت، الذي يرى أن توفير هذه الفئة من الكتب كان موضع تقدير كبير، مشيراً إلى ملاءمة موضوعات الكتب لتلاميذ المدرسة والنفقات التي قد يتطلبها شراء هذه المواد.
تهدف جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً إلى بناء مهارات الحياة الإنتاجية لدى هذه الفئة، وهي شريك ومستفيد من برنامج مبادرة “أرى”. وتعمل هذه الجمعية على توجيه عملية الاستخدام الصحيح للغة “برايل” باللغة العربية، وتطبع كتب “كلمات” بطريقة “برايل”. وتعليقاً على عمل المؤسسة، ذكرت ميس أحمد من جمعية الإمارات للمعاقين بصرياُ أن الجهود المبذولة بين المؤسسات لدعم مجال النشر لهذه الفئة لها دور بارز في زيادة الوعي والانفتاح والقبول، ما يساعد على اندماجهم وانخراطهم في المجتمع. وأكّد هذا الرأي مجد الشحي، مديرة المبادرات في “ألف عنوان وعنوان”، وهو برنامج للنشر متعاون مع مبادرة “أرى” يهدف إلى تشجيع الإبداع في التأليف في دولة الإمارات، وتطوير التعرّف إلى الكتب الميسّرة.
وتخطط مبادرة “أرى” لتوسيع امتدادها في العام 2021 وتحقيق انتشار عالمي أوسع ودمج المحتوى الرقمي الميسّر، سعياً منها إلى الوصول إلى مزيد من القراء المعاقين بصرياً. في هذا الصدد، تؤكد مونيكا لوفبلاد، رئيسة اتحاد الكتب الميسّرة، أنه من خلال توظيف التكنولوجيا يستطيع الناشرون تسهيل آليات الوصول إلى كتبهم لتصبح متاحة منذ البداية للمعاقين بصرياً.مضيفةً أنه إن لم يكن النشر الميسّر متاحاً، فيمكن تقديم الملفات الرقمية للمكتبات أو جمعيات المكفوفين التي تمتلك الموارد لتحويل الأعمال الأدبية بسهولة أكبر إلى التنسيقات المطلوبة.
بالنسبة إلى التوقعات حول ما يمكن أن يحققه المكفوفون وضعاف البصر في حال توافر التقنيات التي تساعدهم على القراءة، تقول السيدة لوفبلاد “التعليم دائماً هو الحلّ. إذا تمكّن الأطفال المكفوفون أو ضعاف البصر أو الذين يعانون مشكلات بصرية تعيق قدرتهم على قراءة المطبوعات من إكمال تعليمهم ولم يواجهوا أي صعوبات في الحصول على تعليم عالٍ، قلن يكون هناك سقف لطموحاتهم أو نجاحاتهم”.
وكانت مؤسسة كلمات اتخذت خطوات مهمة لضمان مواكبة اليافعين والأطفال المكفوفين وضعاف البصر لمتطلبات المستقبل، وذلك من خلال العمل الجاد والالتزام باحتياجات أولئك الذين لا يستطيعون الرؤية، بهدف تنمية قدراتهم المعرفية وإلمامهم بالقراءة والكتابة حتى يتمكنوا من مسايرة التقدم العالمي.
بحكم عملي في مجال النشر، وكوني أُماً يسعدها أن ترى عيون أطفالها تضيء فرحاً كلما تصفّحوا كتاباً جديداً، أجد صعوبة في تقبّل أن ملايين الأطفال مازالوا غير قادرين على التمتّع بالسعادة التي تستجلبها القراءة. وبالتالي، أصبحت رسالتي توفير الكتب والمواد القرائية، بمختلف تصنيفاتها وموضوعاتها، بين يدي اليافعين والأطفال المحرومين في بلدان الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، إيماناً منّي بأننا ندين لهم بمسار حياة أفضل.
القراءة تشعل الفضول للمعرفة، وتوقدُ الخيال، وتشجّع الحوار، وتفتح آفاقاً رحبة أمام الإبداعات والمواهب الكامنة. لذا، أرغب في إضفاء كل هذا العطاء إلى حياة أكبر عدد ممكن من هؤلاء الصغار. في العام 2016، أنشأتُ مؤسسة كلمات بغية تمكين اليافعين والأطفال المحرومين وتزويدهم بالكتب ومصادر المعرفة، على أمل أن يسهم ذلك في نشر العلم والثقافة وفتح آفاق أوسع أمامهم للتعلّم وامتلاك فرص لبناء مستقبل أكثر إشراقاً. في إطار هذه المساعي، بدأنا منذ ذلك الحين بإرسال مجموعات من الكتب إلى المناطق الريفية، والمستشفيات، ودور الأيتام، ومخيمات اللاجئين، والمكتبات، والمدارس. وتركزت جهودنا في توزيع الكتب على الأطفال المنحدرين من بلدان الشرق الأوسط ممن قادتهم ظروف الحرب إلى اللجوء والنزوح القسري، علاوة على الأطفال الذين يعانون إعاقات بصرية؛ وذلك ضمن مبادرات تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للأطفال الذين انفصلوا عن أوطانهم، وإلى توطيد علاقتهم وتواصلهم مع ثقافتهم وتاريخهم ولغتهم، وترسيخ تمسّكهم بعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة. كما نسعى إلى توفير الكتب ومصادر المعارف لليافعين والأطفال المكفوفين وضعاف البصر لمساعدتهم على الاستقلالية والاعتماد على الذات وتمكينهم من الانخراط في المجتمع.
تتمحور جميع المشروعات والبرامج التي نطلقها حول الأهداف نفسها في المؤسسة، فقدمنا أكثر من 22,400 كتاب في 23 دولة. ومن خلال مبادرة “تبنّ مكتبة”، تم التبرع بـ 12,500 كتاب لنحو 89,000 طفل ويافع في أربع قارات. وبلغتنا أخبار سارة عن إنشاء نوادٍ للكتاب تضم كتب المؤسسة في مواقع متنوعة من العالم تصل إليها خدماتنا. توفّر المؤسسة ضمن مبادرة “أرى”، كتباً صوتية، وكتباً مطبوعة بحروف كبيرة، وأخرى بطريقة “برايل” للأطفال واليافعين المعاقين بصرياُ وعائلاتهم، حتى يتسنّى لهم قراءة القصص أو الاستمتاع بها سوياً.
في هذا الإطار، يضع التقرير بين أيديكم رؤية دقيقة لأنشطتنا وإنجازاتنا وما أحرزناه من تقدم خلال هذه الفترة، ويسلط الضوء على امتدادنا وحضورنا العالمي، وإسهامات المستفيدين والشركاء، وإحصاءات توزيع الكتب في مناطق عديدة من دول العالم.
ولا يسعني في هذا المقام إلا التعبير عن امتناني العميق لما بذله شركاؤنا من دعم وجهد مشكورَين في تقديم المشورة وترشيح المناطق التي تستحق أن نمدّها بالكتب والمكتبات، ولمشاركتهم في إصدار الكتب ونشرها وتوزيعها. والشكر موصول للجهات الراعية لمبادراتنا، والتي لم تتوانَ في البذل والتبرّع بسخاء، فقد كان لذلك كبير الأثر في بلوغ مساعينا على درب العلم والمعرفة. لقد شكّل انتشار جائحة كوفيد-19 تحدياً استثنائياً لمسيرتنا نحو نشر القراءة بين الأطفال وتوفير مصادر المعرفة، الأمر الذي أبرز الحاجة إلى تطوير تقنيات رقمية لدعم القراءة، وهو تنسيق طالبت به الجهات التي تصلها خدماتنا وتفصلنا عنهم المسافات، بدءاً من مخيم الزعتري للاجئين في شمالي الأردن وانتهاءً بمدينة ساو باولو بالبرازيل.
نحن نتعهّد بأن نواصل مساعينا نحو رعاية الأطفال واليافعين المحرومين، وتعزيز دور القراءة التي تحدث تغييراً جوهرياً في مسار حياتهم، ونقل أفضل ما في ثقافتنا الحياتية عبر القصص وغيرها من حقول الأدب والثقافة؛ فالمستقبل يكمن بين طيّات هذه الكتب وصفحاتها. هذا الهدف الذي بدأ بذرةً في وجدان أم يشغلها واقع ومستقبل أطفالها تحوّل الآن إلى حراك عالمي نأمل أن يترسّخ وينمو ويزدهر. وهدفنا الكبير ينحصرُ في سدّ الفجوة أمام نشر القراءة وتعزيزها وتوفير مصادر الثقافة والمعرفة بين أولئك الأطفال الذين يواجهون صعوبات كبيرة في هذه المرحلة العمرية المبكّرة، وفتح آفاق أوسع أمامهم لبناء مستقبل أكثر إنصافاً.
بدور القاسمي، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة